السبت، 13 مارس 2010

الدراسة الميدانية(بداياتها – ماهيتها – أهميتها – أهدافها )




الدراسة الميدانية

(بداياتها – ماهيتها – أهميتها – أهدافها )

نبذة تاريخية عن بدايات الدراسة الميدانية في علم الجغرافيا:

الإنسان منذ أن وطأت قدماه سطح الأرض بدأ في البحث والكشف والدراسة وتدقيق النظر ليكشف غموض كل ما يحيط ببيئته من أجل العيش عيشة آمنة، وما يكتنف تلك البيئة بكل مشتملاتها ومواردها وظاهراتها، وبذلك فقد كانت البدايات الأولى لعلم الجغرافيا تعتمد على المشاهدة المباشرة، وهي علاقة تفاعل تأثير بين الإنسان بالأرض، ومن هنا كان على الإنسان في ذلك العهد السحيق أن ينظر ويتأمل ويلاحظ ويفكر في كل ما يشاهده من ظاهرات تشكل في مجملها إطاره البيئي الذي يحيا فيه، وبالتالي فالدراسة الميدانية كانت بداية علم الجغرافيا.

لقد أشار بيكر (J. Baker) إلى أن العمل العظيم لمستكشفي (ق 20)، الذي قام ليكمل ما بدأه من سبقوهم لم ينته بعد ولعل في ذلك دعوة للأجيال إلى مواصلة البحث والدراسة، وهي دعوة للأجيال القادمة في أثناء اكتسابهم خبرات علمية أن يضيفوا إلى هذا الجهد العظيم، مما يدعو الأجيال الحالية إلى تخطيط مناهج جغرافية تثير الاهتمام بالدراسة الميدانية وتزيد من مستوى الحماس نحو هذا الأسلوب.

إن أعظم الدراسات والإضافات الجغرافية تلك التي جاءت من الدراسات الحقلية والملاحظة الميدانية، وعلى سبيل المثال نذكر ما قام به القدماء المصريون بتسجيله من المشاهدات والمعلومات الجغرافية، وما سجلته الحضارة البابلية، منن مشاهدات ميدانية على قوالب الحجارة منذ 4500 سنة، وكذلك جهود العرب مقتفي الأثر وما قدموه من كتابات جغرافية ظلت مصدراً للمعرفة

قروناً طويلة، فقد قطعت الجغرافيا الوصفية عند العرب شوطاً بعيداً – خاصة – في عصر الخلفاء الراشدين، فنجد كتباً تصف بلاد الهند والبلاد الإسلامية في هذا المجال، كما نضيف إلى ذلك العامل عامل الاهتمام بفريضة الحج، حيث كان العرب على معرفة بالأمصار المفتوحة والمسالك التي تربطها بشبه الجزيرة العربية بصفة عامة ومكة المكرمة بصفة خاصة، وهنا يجب أن نشير إلى أهم الجغرافيين العرب الذي كانت لكل منهم بصماته الواضحة في مجال الدراسات الميدانية، فنجد ابن خرداذبة الذي ألف كتاب «المسالك والممالك» وتقدم فيه دراسة لأهم الطرق التي كانت توجد في العالم آنذاك، كما أشار إلى مواقع كثير من المدن والمسافات بينها، والسلع التجارية التي يزيد عليها الطلب في الأماكن المختلفة، كما نجد أيضاً معلومات ابن حوقل الذي قضى نحو 30 عاماً في تنقل وترحال، حيث تضمنت دراساته الحقلية وصف أنواع المناخ المختلفة والأقاليم الموجودة على سطح الأرض والتي تقع في دائرة الدولة الإسلامية، وقد ذكر كل شيء شاهده وحدوده ومدنه، وجباله، وأنهاره، وبحيراته والصحراء الموجودة به. ومن الرحالة العرب ذوي الشهرة (ابن بطوطة) الذي قطع رحلته من طنجة إلى الإسكندرية وزار الجزائر وتونس وليبيا، ثم رحل إلى فلسطين وسوريا ومكة المكرمة والمدينة المنورة وترك وصفاً للطريق الصحراوي بين القاهرة وفلسطين وأهم مدن فلسطين وسوريا التي مر بها، كما وصف طريق الحج إلى مكة وصفاً تفصيلياً ثم رحل حيث زار غرب إيران والعراق وغيرها من البلدان.

ومن العلماء العرب أيضاً المقديسي الذي زار أقاليم الإسلام المختلفة، وجمع معلومات كثرة عن تلك البلدان، ومنهم أيضاً ابن جبر وأبو الفدا.

هكذا ساهم الجغرافيون العرب في حركة الكشف الجغرافي، وجعلوا في أسفارهم الميدان سبيلهم نحو جمع المعلومات والحقائق الجغرافية عن الأقاليم التي زاروها، وكان طابع أسلوبهم للعالم المعمور، وذكر أهم المظاهر التضاريسية والمدن المهمة وأوجه النشاط المختلفة التي يمارسها أهالي الأقاليم وحياتهم الاجتماعية والإنتاج النباتي والحيواني والمعدني وهكذا كانت الجغرافيا عند العرب ما هي الإدارية ميدانية للنواحي الاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والطبيعية للبلاد التي زاروها.

كما نجد المكتشفون من غير العرب ومنهم «همبولت» الذي كان رائداً من رواد الملاحظة والتفحص لما يوجد على سطح الأرض من ظاهرات، حيث تجول في كثير من البلاد مثل إنجلترا وسويسرا وأمريكا الجنوبية والمكسيك (1799-1804)، وفي كل رحلة كان يلاحظ ويدون المعلومات، وقد قدم لنا كتابه «الكون» الذي عرض فيه فلسطين في علم الجغرافيا على أساس ما جمعه من حقائق جغرافية من خلال رحلاته الميدانية في أربعين مجلداً علمياً.

ومن أشهر الباحثين في مجال الدراسة الميدانية «ريتر» Ritter، حيث سجل مع طلابه من خلال رحلات طويلة العديد من الظاهرات الجغرافية، وكان يؤمن بمبدأ الترابط «Zusammenhang» ويدور هذا المبدأ على اعتبار الجغرافيا علم يعتمد على التأليف والترابط، كما نجد أيضاً هربرتسون الذي قام بعديد من الدراسات الحقلية مع تلاميذه في ادنبره، كما وضح ماكندر برنامجاً للدراسات الميدانية في بريطانيا، وكذلك تشجيع الجمعية الجغرافية الملكية R.G.S والرابطة الجغرافية (Geographical Association)، ومجلس الدراسات الحقلية Field studies وغيرها من المؤسسات على تدعيم الطرق المستخدمة (التكنيك في الدراسات الحقلية في جميع أنحاء بريطانيا).

وقد كان الأستاذ كون «G. J. Cons» الأصغر رئيس قسم الجغرافيا في كلية جولد سمث الجامعية رائد من وراد الدراسة الحقلية، وأحد واضعي منهج مناسب لها، متخذاً طريقة تنمية (الوعي لدى الطلاب مع الناس الذي يختلطون بهم في حياتهم اليومية بقصد الاستفادة بذلك في الدراسة الميدانية، حيث يكتسب الطالب الخبرة والمعرفة، ويتسع إدراكه للبيئة المحلية المحيطة من ثم يمكن تطبيق هذه الخبرة على البيئة الخارجية، ومن هنا يتعلم الطالب منهج الدراسة

الميدانية من خلال البيئة المحلية التي هي بمثابة المعمل الجغرافي الذي تنضج فيه تجربة التدريب على المشاهدة الحيوية والتفسير العلمي، والتي يمكن نقلها بعد ذلك في دراسة الأماكن البعيدة عن بيئته المحيطة به لأن المنهج هو أساس المعرفة التي تأتي فيما بعد.

ويعتبر دولي ستامب من أكثر رواد الدراسة الميدانية المشهود لهم بالكفاءة على المستوى العالمي حيث استغرقت أبحاثه نحو «10 سنوات» أجرى خلالها مسحاً شاملاً لاستخدام الأرض في بريطانيا، وكذلك هتشبخر الذي أشار إلى أن المصدر الأساسي للمعلومات يتمثل في دراسة الأفراد والمجموعات في الحقل في البيئة المحلية المحيطة أو الخارجية من خلال ما يقدم للدارسين، وما يترك لهم للملاحظة وتسجيله.

وقد كان لهذا كله صدى تمثل في عدد من الدراسات الميدانية في مصر، كان بعضها دراسات علمية وتدريبية، وبعضها الآخر على المستوى التدريب الطلابي، ومن أمثلة النوع الأول دراسة نصر السيد نصر الأشموني «1950» وصبحي عبد الحكيم للإسكندرية، ومحمد حجازي العمران والمراكز العمرانية في محافظة شمال سيناء دراسة ميدانية (1986)، والسعيد البدوي وعبد اللطيف عصفور لقرية الدرعية عام 75/1976م، كما نجد دراسة خميس الزوكة لمركز رشيد، ودراسة فتحي محمد مصيلحي المجتمعات الحضرية الفقيرة عند الهوامش الحرجة بمدينة القاهرة 1990م، وفتحي بكير عزبة خورشيد «1990»، ودراسة سمير الدسوقي قرية شيبة النكارية عام 1986، ومحمد محمد الغلبان لمدينة طنطا عام 1987، والدراسة الميدانية لأحمد عبد الله حميد للمحلات العمرانية على طريق القاهرة – الإسكندرية الزراعي عام 1982م كما قام المؤلف بدراسات ميدانية عديدة عن العمران في مركز أولاد صقر عام 1990، وإقليم بحيرة المنزلة عام 1997، وفي قرى عديدة نذكر منها قرية ميت خميس

«2002»، وقرية ميت حبيش «2004» وقرية تفهنة الأشراف عام «2003»

ودراسة ميدانية للمسكن الريفي بالواحات البحرية عام «2000» وغيرها كثير، أما الدراسات التدريبية للطلاب فقد تم العديد منها على طول الربع الأخير من القرن العشرين الماضي في أقسام الجغرافيا في جامعات القاهرة وكان رائدها في ذلك صبري محسوب، وجامعة عين شمس وكان رائدها نبيل امبابي وكذلك في جامعات الإسكندرية، والزقازيق، وطنطا، كما دأب قسم الجغرافيا بكلية الآداب – جامعة المنصورة منذ سنوات على ترسيخ برامج الدراسات الميدانية خاض تجربتها عبد الحميد مع الطلاب ثم الكاتب ثلاثة عشر مرة متتالية حيث تركزت مناطق الدراسة الميدانية في خمس مناطق تختلف عن بعضها اختلافاً ملحوظا الأولى : منطقى أسوان والمناطق المجاورة لها، والثانية : منطقة الدراسات البحرية والفرافرة، والثالثة : منطقة جنوب سيناء والرابعة : منخفض الفيوم، والخامسة : منطقة البرلس وبلطيم .

الدراسة الميدانية (ماهيتها وأهميتها):

أصبحت الدراسة الميدانية في وقتنا الحاضر أسلوباً من أساليب التدريس الناجحة في الجغرافيا الحديثة، حيث سبق أن ذكر العالم « راتزل» أسلوبه المعروف في دراسته لعلم الجغرافيا وهي :-

أنا أسافر، أنا أرسم، أنا أصف « I traveled , I s;eched , I described»

وهذا يعني أن تمر الدراسة الجغرافية بمراحل الأولى : المشاهدة الفاحصة للظاهرة الجغرافية ورسمها والثانية : أن تدون وتسجل المعلومات وتأتي المرحلة الثالثة من خلال التحليل واستنباط النتائج . وتتم هذه المراحل من خلال زيارة الطلاب للمنطقة المختارة للعمل الميداني ثم يبدأ الطلاب في استطلاع الظاهرات الموجودة بها والتعرف عليها وتحديدها ثم يقوموا بالمقابلات الشخصية وتوزيع استمارات الاستبيان وإلتقاط الصور الفوتوغرافية ثم تدوين وتسجيل المعلومات،

ثم يقومون بعد ذلك ما تعرفوا عليه، وهذه الخطوات تعد روح ولذة الدراسة الميدانية.

ولما كانت الجغرافيا في ذات الوقت جمعاً للمعلومات، وأسلوبا متميزا للدراسة والتدريس كانت الوسائل الميدانية أفضل الوسائل لتحقيق هذين الغرضين في أحسن صورة وأسرعها، حيث نجد الدراسة الميدانية« وسيلة وتخطيط» لاكتشاف تخطيط بعده اساتذة الجغرافيا، لخلق مواقف يستطيع طلابهم من خلال التعلم الذاتي لحقائق وأفكار جغرافية، ومن هنا لابد أن يكون أعضاء هيئة التدريس الجغرافيين على علم سابق بطبيعة العمل الميداني، وما يمكن اكتشافه من حقائق وأفكار، وهذا يعني أن الاستاذ الناجح هو الذي يقدم لتلاميذه منهجاً قائماً على خبراته الشخصية وقناعية أكثر مما يحفظ من معلومات، ويتوقف مدى نجاح الطلاب على ما يحصلون عليه من خبراتهم ومعلوماتهم عن طريق العمل الحقلي الميداني واكتساب الخبرات، وما تقدم الدراسة الميدانية من اهتماما عاليا لدى الطالب، بحيث تعني شيئا ما بالنسبة له، كما أنها وسيلة تمكن من تطبيق ما تلقاه من معلومات جغرافية داخل قاعات الدرس في الميدان، وتعلم نفسه بنفسه، وذلك بالمشاهدة الدقيقة والتسجيل الصحيح للظاهرات التي رآها، وتفسير ذلك في إطار علمي، وبالتالي تكوين طالب جغرافي تكوينا علميا ونظريا وتطبيقات في نفس الوقت

وقد اقترن مفهوم العمل الحقلي « field work» - تقليديا – بزيارات المجموعات الطلابية لمناطق خارج البيئة المحلية، فليس بالضرورة عمل زيارات ميدانية لمناطق بعيدة تحتاج لوقت وجهد ونفقات مالية كبيرة، ولكن يمكن أن تتم في أي مكان وفي أي وقت، بأبسط أساليب اكتساب الخبرة، وتحقيق أغراض الدراسة الميدانية ( جمع مادة علمية – اكتساب خبرات جديدة – تدريب الطلاب ) بطريقة بسيطة وعلى مسافة قصيرة من قاعات الدرس، كأن مثلا دراسة استخدام الأرض لأحد الشوارع التي تطل عليه الجامعة، وهو ما أكد عليه

موريس J . A . morris عندما ذكر في محاضرته التي ألقاها عام 1966 في مؤتمر الرابطة الجغرافية « إن الجغرافية التطبيقية تبدأ من شاطئ النهر المحلي»

ومن هنا نرى أن مفهوم الدراسة الميدانية والحقلية أنها تلك الزيارات القصيرة « تستغرق يوماً واحداً» والزيارات الطويلة « بضعة أيام »، تزور خلالها مجموعة من الأفراد منطقة معينة تدرسها ثم تقدم تقريراً عنها، وتبدأ بعملية تحضير لهذه الرحلة الميدانية ورسم خطوات التنفيذ والتقييم وكتابة التقارير والأبحاث الطلابية، يمكن أن تكون هذه الدراسة داخل الحرم الجامعي في كل درس لدراسة بعض الظواهر الجغرافية المحلية كالطرق، ومواقع البنية التعليمية، وعلامات المكان، ثم تتسع حلقة المنطقة المختارة للدراسة الميدانية إى الحي الذي تقع فيه المنشأة التعليمية، إلى المدينة التي ينتمي إليها الحي، ثم الدراسة الميدانية إلى إحدى المحافظات النائية، ثم نجد الدراسة الميدانية التي تتصل بالبحث العلمي في مستوياته المختلفة تلك الدراسات التي تتصل بتخفيض محدد، والدراسات الميدانية المشتركة بين أكثر من متخصص في الجغرافيا ـو بين الجغرافيا والعلوم الأخرى.

وتفيد الدراسات السابقة لعدد من المناطق المتنوعة في إجراء المقارنات، وبذلك تتكون لدى الطالب فكرة عن هذه المناطق التي توجد خارج بيئته المحلية فمثلا نقارن بين بعض التلال بمنطقة الواحات البحرية بتلك التي توجد في منطقة أسوان، أو مقارنتها ببعض الأودية الجافة والتكوينات الصخرية بين منطقة جنوب سيناء ومنطقة الفرافرة والهضبة الشرقية في منطقة أسوان.

1- الاستخدام المتكرر لدى الطالب للخرائط ذات المقاييس المختلفة، عندما يقوم الطالب برسم خريطة للحرم الجامعي على سبيل المثال أو استخدامات الأراضي في الشوارع المجاورة لقاعات الدرس فهي دراسة ميدانية تلائم مستوى معين تعتمد على قياس وملاحظة وتوقيع وكتابة تقرير على خريطة، والزيارة اليومية لمحطة الرصد الجوية دراسة ميدانية يتم فيها التسجيل

اليومي لعناصر الطقس المختلفة من خلال تصميم جداول وترجمتها بعد ذلك في شكل خرائط طقس، كذلك متابعة حركة النقل والمرور على مداخل إحدى المدن، حيث يتم رصد عدد السيارات في الساعة وحمولتها، ومدى الكثافة المرورية وتباينها خلال ساعات النهار والليل وأيام الأسبوع والمناسبات الخاصة، ويمكن تطبيق ذلك على مدينة مثل القاهرة في أحد مداخلها وليكن المدخل الشمالي مثلا، أو ميناء الإسكندرية، وميناء دمياط، فهذه دراسة ميدانية تتطلب المتابعة والاستمرار للمقارنات، كما أن الاعتماد على شريط قياس، حول المساكن وداخلها لرصد التركيب الداخلي والخارجي للمسكن الريفي أو الحضري، كذلك رصد صور النشاط الخدمي في حي أو مدينة معينة مثل حي جامعة المنصورة فهي دراسات ميدانية لا تقل أهميتها عن دراسة ميدانية للطلاب تستغرق أسبوع أو أسبوعان في منطقة نائية بعيدة عن البيئة المحلية للطلاب، ولكن في كل الحالات يجب اختيار المنطقة وتحديدها بعناية، لتحقق دراسة ظاهرة أو ظاهرات جغرافية بشرية أو طبيعية ووضع خطة لدراستها، مع توفير الخرائط المناسبة ثم الخروج إلى الميدان بعد توزيع العمل على الطلاب حتى تتكامل عناصر الملاحظة والتسجيل، ثم الربط والتحليل والتوزيع على الخرائط . من هنا نجد أن الدراسة الحقلية تنمي لدى الطلاب الإحساس باستخدام الخريطة وتفسيرها، ويكتسب القدرة على الربط بين الظاهرة وتوقيعها على الخريطة، وكذلك تعلم طرق مقياس الرسم وكيفية توجيهها التوجيه السليم، وقراءتها بشكل علمي سليم فضلاً عن قدرة الطلاب في تسجيل ملاحظتهم عن الاضافات الجديدة غير الموقعة في الخريطة التي لديهم وتلك الموجودة في الطبيعة، كما يمكن تسجيل هذه الظاهرات بالرسوم البيانية والشرائح وعمل المقاطع العرضية والطولية للظاهرة المدروسة، بما يحقق مبدأ تطبيق الأسلوب الكارتوجرافي لدى الطلاب.



2- الدراسة الميدانية أسلوب التعلم الذاتي لدى الطلاب:- إن الدراسة الميدانية أسلوب تعلم بالغ الأهمية، فمن خلال العمل الميداني نتاج للطلاب التعايش والتعرف والتفاهم مع أساتذتهم لا يمكن أن يتحقق داخل قاعات الدرس، وهنا يتأكد إنماء حب الاستاذ للأجيال الصاعدة، ويتحقق حب الاتجاه نحو العمل الجماعي، واكتساب أفراد رحلة العمل الميداني للمهارات العلمية والقدرة على التعلم الذاتي، وفرصة للنمو الاجتماعي للطلاب يتحقق من خلالها تقديرهم للآخرين، وممارسة الحياة مع زملائهم وتأكيد وتنمية الثقة بالنفس، ومن خلال القدرة في التعامل مع الآخرين ومن خلال ذلك يتوفر استقلال الرأي، ونمو الشخصية، كما أن العمل الميداني مجال نشاط ممتع، كما تخلق من الطالب القدرة على المساهرة في اتخاذ القرار وبالتالي ينقل الطالب من حاسة البصر إلى فن البصيرة.



3- أن الدراسة الميدانية تساعد الطالب في تحقيق استعداداته ونوازعه الفضولية ورغبته في التعامل مع البيئة وظاهرتها الطبيعية والبشرية في مراحل شبابه، والخروج عن نطاق جدران القاعات الدراسية للتعايش الفعلي مع الطبيعة حيث يكتسب شخصيته لملاحظة – التحليل – والتعاون، من خلال عمله في الحقل والذي لا يمكن تحقيقه في قاعة الدرس، وبالتالي تكوين الشخصية المستقلة القادرة على التفكير الحر، والابتكار من خلال مناقشة الأمور وعدم تقبلها كأمر واقع.

4- الدراسة الميدانية في المقام الأول خدمة وطنية بقدر ما هو خدمة للفرد، وأن المادة العلمية التي توفرت من خلال المسح الميداني في منطقة معينة استمرت لسنوات طويلة هي الآساس الذي يرجع إليه القائمين عن العمليات التخطيطية، كما أنها تقدم جيلا من الشباب الناجح هم من قادة الصغار رواد مجال الدراسات الميدانية .











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق